الأربعاء، 3 يونيو 2015

عندمـا تبكي السمـاء

الأمَـــواجُ تـــَتــَـلاطــم
والـــروح تـــُنادي خالقِهــــا
بـــين شهيــقٍ وزفـــير
الأطــرافُ ترتـــعـــش والقلـــبُ بانشقــــاقْ
كَانَ صَباحــاً هادئِـــاً
فَجـــرٌ غابت عنــه السُحـب
وليــلٍ أخــذني فيــه أرقٌ شــاقْ
مُنـــذُ لحظـــاتٍ ودعــتُ حبـيـبــتي
بعــدَ ليلــةٍ اشتـــّدَ فيهـــا العنـــاقْ
كانَ فيهـــا الدمـعُ حَــاضراً
وابتســــامــــاتٍ
تُخفي خَلفهــا الخــوفَ في الأعمــــاقْ
سَنـــواتٌ من الحبِ قَضينـــاهــا
وليــّـالٍ حمـَــــراءَ سَهـــرناهــَـا
كانَ بــيــننـــا رَقَصَـــات
وقبُــــُـلاتٍ بسِبــــاقْ
كانَ بــيــننــا الحـــُــبْ
وفي أحضــَـاني تنـَــامُ عيـنـيـهـــا
وأنا اسْـــرُدْ لهــا الأشعــــارُ تريــــاقْ
كتبـــتُ باني راحــــلٌ
وقلتُ لهـــــا
قد تتساقط أيامي دونكِ كالأوراقْ
قد أُصبحُ كالأرض العطشى
ويجهش قلبي بالبكـــاء
من لوعـــةِ الفــــراقْ
قد أتألـــمُ كعَصفــورٍ ظــَلَّ الطـــريقْ
واتسعــت من أناتـــهِ الأحــــداقْ
في بــُعــدُكِ يــُسلـبَ النبــضَ مني
ويَغـــزو الجسـدَ ألـــمُ الشـــوقِ بإغـــداقْ
قد بــَـزَغَ الفجــــر
بــَعدَ ليلـــةٍ طـــَالَ بهـــا العنِــــاقْ
اشتـــدَّ فيهــــا البكُــــاء
وانهَمـــرَ الدمـــعُ من الأحــــداقْ
المـــركبُ يـنـتـظـــر
والأشــــرعــة تعلــّــوا وتعلــّــوا
قد حــَـانَ وقتُ الفـــِـراقْ
وكانت بــيـنـنـــا قــُـبلــَـهْ
وكانَ بـــيننـــا الـــــوَداعْ
القَمـــرُ كانَ يـــُرَاقـــبْ
ثــُمَ في لحظــــاتٍ غــَــابْ
القــَـدرُ يـــَرفض هـذا الفـــِـراقْ
الريـــحُ كَشـّــرَتْ عن أنيــابهـــا
والشمسُ كَستهـــا السُحــبْ
والبحــــرُ غَــضــبْ
وبدأت تــَقذِفــُنـــا الأمـــَواجْ
تــَعلمتُ العـــومَ في بحــارِ العشــقِ
وعـَــوم البحــــارِ هجـــرتــهُ
خِشيـــةَ الإغــــراقْ
بدأت صَرخـَـاتي تــَرتفـــع
أغيثــــوني يا رِفــــاقْ
أعيـــدوني كمـــا أنا
فما عُدتُ اشتهــي للأرضِ فـــراقْ
حــبيبــتي تــَنتـــَظـــرْ
وكأن حُبُهــَـا العــاصفـــة ســَــاقْ
وبــدون أن أدري
فقــدتُ في أحضَانهِـــــا نفســي
وأقسمــتُ بـــُحبــِهـــا
أنْ لــنْ أدَعهـــا إلي تـَشتــــاقْ
..............
من ديوان المسافر